بقلم المحامي فهمي شبانة التميمي / القدس

إنّ انشقاقي عن سلطة رام الله كان لشدّة ألمي على حال شعبنا الفلسطيني الذي كان منذ سنوات ليست ببعيدة هو الذي أطلق الحجارة بيد أطفاله على دبّابات  الاحتلال الإسرائيلي ممّا عزّز في أنفسنا وفي العالم أجمع أنّنا شعب جبّارين , تفوّقنا على أنفسنا عندما  شاهد العالم أجمع انطلاق زغاريد الأمّهات الفلسطينيات  لحظة تلقّيهن خبر استشهاد أبنائهنّ في ساحات الاشتباكات مع الاحتلال رغم تفاوت القدرات , والإمكانات بينهم وبين  جيش الاحتلال الغاصب لأرضنا  , وقدسنا  , وأقصانا  , لقد أظهرنا للعالم أجمع أنّنا بأيدينا العاريّة نناطح مخارز الاحتلال ,

وإنّنا صامدون على ثوابت قضيّتنا بتحرير فلسطين بعاصمتها القدس الشريف , وتاجها المسجد الأقصى المبارك الذي بارك الله فيه وبارك حوله وإصرارنا على عودة اللاجئين لديارهم التي خرجوا منها  وإنّنا ماضون بالتضحية  بأبنائنا بالوكالة عن كلّ العالم الإسلاميّ المنبهر بما يرى , على إثر التضحية بآلاف الشهداء في سبيل قضية فلسطين العادلة وعشرات آلاف الأسرى في سجون الاحتلال وآلاف المعوّقين والمشرّدين , استحق شعبنا لقب شعب جبّارين هذا العصر لأنّه رفض الذُل , والخنوع للمحتل الإسرائيلي المتغطرس.
سبع سنين عجاف أصابت العمل النضالي الفلسطيني , والسبب ليس انحباس المطر , وإنّما بروز قيادة لشعب الجبّارين حيث كان للاحتلال الاسرائيلي والأمريكي الدور الرئيس في بروزها والتي جُلها من الفاسدين , حيث منعت كلّ شكل من أشكال النضال ووظّفت إمكانات الدعم العالمي  , وأنشأت أجهزة أمنيّة فلسطينية ادّعت الوطنيّة بإشراف الأمريكان والاحتلال من ورائهم  لحراسة جيش الاحتلال ومستوطنيه وسجنت وعذبت بل وقتلت كل من يخرج عن برنامجها الخيانيّ فتعاملت مع هذا الاحتلال وسلّمته مناضلي هذا الشعب  فقُتل من قُتل وسُجن من سُجن ,وإنّني كضابط أمن فلسطيني منشق عن هذه السلطة اللاوطنيّة أقول إن الأجهزة الأمنيّة الفلسطينية قد خدمت الاحتلال الاسرائيلي أكثر من العملاء الذين يُحكم عليهم بالإعدام عادة, هذا وقد انبرى إعلام هذه السلطة  المأجور بإظهار وجهها الحزين المتباكي على مصير شعبنا , , ومعاناته على الحواجز , وفي سجون الاحتلال , ومصير قضيّتنا  الفلسطينية بشكل عام , لقد اعتادت هذه القيادة عند كلّ أزمة ثقة وفضيحة تقع فيها أن تخرج علينا بمشروع فارغ من كل مضمون لتشتت الانتباه عن مصائبها , وفضائحها , وجرائمها بحق شعب الجبارين , كان آخرها نيّة التوجه للأمم المتّحدة لنيل اعتراف دوليّ بفلسطين بعد فتح ملف اغتيال الرئيس أبو عمار وظهور مدى تقصير هذه القيادة وتورطها  , لقد تناست هذه القيادة  أنّ التاريخ منذ آدم عليه السلام ولغاية اليوم لم يسجّل  احتلالا زال  بطلبات على ورق , رغم ذلك فإنّها تصرّح بإصرار دائم بمناسبة , وبدون مناسبة انّها ماضية في هذه المفاوضات العبثيّة التي صرّح كبير مفاوضيها أنّهم لم يحصّلوا نتيجتها إلا على صفر كبير... , ومع هذا فهم ماضون لنيل رضا أسيادهم طامعين في الحصول منهم على تسهيلات لهم , ولأبنائهم كي تزداد أرصدتهم المصرفيّة على حساب شعب الجبارين.
أين هم الآن شعب الجبّارين الذين نالوا اعتراف , واحترام العالم لتضحياتهم من أجل قضيّتهم العادلة , لم نعد نسمع شيئا عن شعب الجبارين فكلّ ما نراه اليوم هو شعب خانع ساكت صامت مهزوم , يتغاضى عن الكثير :
    - يتغاضى هذا الشعب عن قتلة  زعيمه الرمز ولا تخرج مظاهرة واحدة للمطالبة بكشف حقيقة القتلة .
    - يصمت هذا الشعب عن التنسيق الأمني الذي قاد أبناءه إلى القبور , وسجون الاحتلال على يد هذه القيادة الهزيلة.
    - يصمت هذا الشعب عن المسؤولين الفاسدين الذين أكلوا المال العام , وزاحموا المواطنين بلقمة عيشهم .
    - يخنع هذا الشعب لهذه القيادة التي حرّمت العمل النضالي وتنازلت حقيقة عن هدف تحرير فلسطين , وكنس الاحتلال منها .
    - يصمت هذا الشعب على انتشار المحسوبيّة والواسطة ووضع الرّجل غير المناسب مكان الرجل المناسب فتراجع أداء المستشفيات والمدارس والمؤسّسات العامّة وزادت الأخطاء الطبيّة والعاهات فيه.
    - يصمت هذا الشعب عن هذه القيادة التي اغلقت دور الايتام ومراكز الزكاة ومساعدة الفقراء .
    - يسكت هذا الشعب عن تجار المخدّرات التي يمولها الاحتلال وبعض عملائه من المسؤولين .
    - يسكت هذا الشعب عن مسرّبي الأراضي حيث يعيشون بينهم في أمان بمناطق "أ" بالسلطة الفلسطينية .
    - يصمت هذا الشعب عن رموز التنسيق الأمني ويستقبلونهم بحفاوة بمناسباتهم الاجتماعية .
    - يصمت هذا الشعب عن جعله يعيش على المساعدات الإنسانية وانتظار دعم موازنة الرواتب , وبدونها تتوقف مسيرة الحياة ويموت شعب الجبارين جوعا.
    - يصمت هذا الشعب عن الإذلال اليومي الذي يتعرّض له على حواجز الاحتلال الإسرائيلي وفي معتقلاته.
    - يصمت هذا الشعب بمجمله عن تقطيع أوصال قراهم ومدنهم بجدار الفصل العنصريّ إلّا من رحم ربي هنا .. أوهناك.
    - يصمت هذا الشعب عن انتهاكات المستوطنين اليوميّة للمقدسات والاعتداءات على المساجد وحرقها .
    - يصمت هذا الشعب عن هذه  القيادة الخانعة للاحتلال الذي بدوره يعتدي ويعمل ليل نهار على تقسيم وهدم المسجد الأقصى المبارك .
    - يصمت ويسكت هذا الشعب عن المروّجين والإعلاميّين الذي يزيّنون أفعال هذه القيادة ويقنعون النّاس بأنّها قيادة وطنية .
لذلك فوفاء منّا لأرواح شهدائنا وقياداتنا الشريفة على اختلاف مشاربها , لم يعد مقبولا علينا أن نبقى صامتين ...
فأين هم المناضلون الأشراف ؟
أين هم أطفال الحجارة الذين أصبحوا رجالا ؟
أين هم أخوة الشهداء وأبناؤهم وأصدقاؤهم ؟ لم يعد مقبولا صمتهم !!!
أين هم المثقفون ؟ الشباب ؟ الضبّاط الأحرار؟ أين شعب الجبارين ؟؟؟ ...
ويبقى السؤال : هل نستحق نحن الشعب الفلسطيني أن نبقى محتفظين بلقب شعب الجبارين لهذا العصر ؟ أم علينا أن نسلّم هذا اللقب  لشعب اخر أجدر منّا بحمله ...

إضافة التعليقات متوقفة حاليا - ترجى المعذرة.

Comments will undergo moderation before they get published.

إغتيال عرفات

كلّ يوم يمرّ دون إجراء فحص لرفات الرئيس الراحل أبو عمّار تتضاءل الفرصة في الوصول لحقيقة اغتياله وإنّ مرور الوقت يجعل من الوصول لها مستحيلا, فمن يعمل على التأخير ومن صاحب المصلحة بإخفاء الحقيقة خاصّة وأنّ الخبراء يقولون أنّه تبقّى أسابيع منذ شهر تموز لعام 2012 ؟


العد التنازلي توقّف
بتاريخ 1-12-2012

هل تعتقد أنّ الطيراوي حصل على ال VIP من اسرائيل مقابل اغلاق ملف التحقيق باغتيال أبو عمّار

نعم - 83.5%
لا - 16.5%
التصويت لهذا الاستفتاء منتهي

هل ينطبق المثل القائل "يقتل القتيل ويمشي في جنازته" على أبو مازن؟

نعم - 87.5%
لا - 12.5%
التصويت لهذا الاستفتاء منتهي

الأكثر قراءة