السيد رفيق النتشة ، رئيس المحكمة الحركية ، ومفوض الرئيس عباس للجنة التحقيق بملفات الفساد ، بل المتحدث الرسمي باسم السيد عباس . منذ يوم أمس ومن خلال عدة مواقع إلى أن أتت الحزيرة على رأس الخبر وبثت المؤتمر الصحفي للسيد رفيق النتشة ، الذي بدا فيه صارما ومراوغا وملتفا على كثير من الأسئلة .
ولا أدري ومنذ عام 2005 كما تحدث السيد رفيق النتشة أن هناك توجه لفتح ملفات الفساد والتحقيق فيها ، وهنا أقول : لماذا هذه المدة الزمنية من التباطؤ في فتح الملفات ؟ ، ولو أنني أعرف أن ملفات الفساد أكبر من رفيق النتشة ومن صلاحيات رفيق النتشة ومن امكانيات رفيق النتشة ، ولأن السلطة برمتها هي مبنية على كوكتيل من الفساد ومن بانورامات مختلفة وممتزجة أحيانا تعبر في نهايتها ونتائجها عن حقيقة أن هذه السلطة بكل ما فيها هي نموذج صارخ لأعفن ملفات الفساد وجودا ، ولأن الساحة الفلسطينية ومهمة قيادتها من المفترض أن تكون خالية من كل مظاهر الفساد ، وبناء على المهمة السامية التي من المفترض أن تكون هي مهمة سامية لتحرير الأرض من خلال الأداء والسلوك والممارسة الجيدة . لقد عالجت أدبيات حركة فتح في مواصفات الكادر الذي يمكن أن يسمى حركيا ، أو فتحاويا ، من الوفاء والمصداقية والسلوك الحسن والعلاقة مع الجماهير والإحساس بمشاكل الجماهير ومعاناتها ، بالاضافة إلى مشاكل الوطن المزمنة ، وهي مشكلة الأرض والتاريخ . يقول السيد رفيق النتشة أنه رئيس المحكمة الحركية ، ورغم أنني وجهت له مقالة منذ أكثر من سنتين أبدي فيها تشاؤمي من إمكانية إصلاح ومحاسبة المنحرفين في هذه الحركة ، وربما أن قدرات رفيق النتشة – لا أقصد القدرات الشخصية بل أقصد ما يتوفر له من امكانيات للتعامل مع الأزمات والملفات – عاجزة . يتحدث رفيق النتشة ويطالب من يملك أي ملف فساد أن يقدمه للجنة !! لا أدري ان كان يضع رفيق النتشة ستارا على عينيه ويضع قطنا في أذنيه ويجمد حواسه ، كل هذه الملفات المتراكمة والسيد رفيق لا يرى شيء ! ، إنها مهزلة والتفاف وامتصاص لحركة الجماهير وشعورهم ومشاعرهم بتشكيل تلك اللجنة ، وسابقتها ما تسمى بالمحكمة الحركية . منذ تشكيل المحكمة الحركية أصدرت السلطة الفلسطينية عدة قرارات بحق كوادر ومقاتلي وضباط العاصفة بدأت من تجميد الترقيات إلى الإحالة إلى المعاش ، إلى أوضاع مأساوية لأسر الشهداء ، كل هذا ليس ملفات فساد ؟!! أعتقد يا سيد رفيق النتشة أن هناك ملفات متراكمة يجب أن تتابعها وتطلبها : 1- ملفات الفساد السياسي ، وتبدأ من : أ- السلوك والممارسات التي أدت إلى انهيار تنظيم حركة فتح في الخارج ، والقائمين على هذا الإنهيار بدء من السيد أبو ماهر غنيم ، وطاقم مفوضيه للساحات . ب- الخروج عن أهداف ومبادئ ومنطلقات حركة فتح ، تلك الحركة التي انتميت اليها يا سيد رفيق النتشة بناء على أهدافها ومبادئها ومنطلقاتها ، وليس بناء على أوسلو وتوجهات دايتون . جـ- المفاوضات من أجل المفاوضات ، والملفات المرفقة من خسارة عرضت حركة النضال الوطني الفلسطيني للخطر ، بل للانهيار من خلال سلوك اتبعته القيادة ، والرئيس الذي عينك لرئاسة تلك اللجان . د – بما أن تلك القيادة التي أوحلت في الفساد السياسي والتحريف الوطني يجب أن تقدم لمحكمة عادلة . 2- ملفات الفساد الأمني : السيد رفيق النتشة يقيم في الضفة الغربية ويسمع يوميا عن دوريات وملاحقات واجتماعات عصابة التنسيق الأمني مع العدو الصهيوني ، التي راح ضحيتها مئات من كوادر وأبناء الشعب الفلسطيني بين المعتقل و شهيد ، أليس هذا ملف فساد يا سيد رفيق النتشة ؟! أليس الخروج عن الأهداف والمبادئ والمنطلقات والتفريط بأمن الثورة والحركة وأمن الشعب الفلسطيني وأفراده هو من ملفات الفساد ، وهل تحتاج من يقدم لك تلك الملفات وأنت تحس بها وتسمع بها وتراها يوميا ؟ ، وأي من الشعب الفلسطيني داخل الأرض المحتلة وتحت وصاية عصابة التنسيق الأمني يستطيع أن يأتي إليك حاملا ملفا للفساد ؟ ! 3- الفساد السلوكي والإقتصادي : لا أدري يا سيد رفيق النتشة من منكم ومن أعضاء اللجنة المركزية وسلطة رام الله أتى إلى فتح ومنظمة التحرير وهو مليونير ووارث عن أبيه ؟!! ، بل أتى معظمكم والأفضل فيكم قادر على كسب قوت يومه أو قوت شهر أو شهرين ! ، فمن أين تلك الأموال والمشاريع التي يمتلكها أكثركم ؟ ، ومن أين يتعلم بعض أبنائكم في أميركا وبرلين ولندن وغيره ، أليس هذا ملفات فساد ؟ . كثير من ملفات الفساد المالي والسلوكي ليست كما قلت أنت في مؤتمرك الصحفي أنها وليدة نشاطات فهمي شبانة ، وأن تحرككم كان ما قبل ذلك ، ولا أدري ما هو التحرك الذي قمتم به من أجل محاصرة ملفات الفساد وسرقة الملايين ، بدءا من صفقات الإسمنت المرتبطة بالجدار وأموال حركة فتح المنهوبة ، إلى المشاريع والشركات لبعض الأسماء الملمعة واللامعة في سلطة رام الله ومركزية حركة فتح . أعتقد يا سيد رفيق النتشة أنك تؤدي هدف في مرحلة ، فلا يمكن أن يأتي خير من " حاميها وهو حراميها " ، فربما أنت وضعت في محرقة لن تستطيع الخروج منها ، ولأن حجم الملفات والفساد أكبر منك وأكبر من امكانياتك ، وخاصة أن مرجعيتك النهائية معروفة إلى أين . الساحة الفلسطينية تحتاج لشرفائها ولثوارها الذين يوما سيتمكنون من فتح تلك الملفات ومعالجتها ومحاسبة كل من اقترف ذنبا سياسيا أو أمنيا أو اقتصاديا أو سلوكيا بحق الشعب الفلسطيني والثورة الفلسطينية والأرض الفلسطينية .
إضافة التعليقات متوقفة حاليا - ترجى المعذرة.
Comments will undergo moderation before they get published.