من: مركز الناطور للدراسات والابحاث ـ عمان الأربعاء 9 حزيران (يونيو) 2010 عقد رئيس جهاز الأمن العام (الشافاك) (يوفال ديسكن) اجتماعا سريا وغير معلن مع توفيق الطيراوي مستشار محمود عباس ومدير المخابرات العامة السابق وأحد الموالين لمحمد دحلان يوم الأربعاء 10/3/2010 في فندق "جولدن توليب" على البحر الميت
بناء على طلب (يوفال ديسكن). الاجتماع الذي استغرق أربع ساعات والذي جاء بمبادرة من (ديسكن) تناول عدة مسائل تندرج ضمن منظومة التعاون بين الشافاك ومحمد دحلان خارج إطار التعاون القائم بين السلطة والأجهزة «الإسرائيلية.» ومن المسائل التي بحثت خلال هذا الاجتماع بحسب أحد العاملين في جهاز الأمن العام (الشافاك): 1- أنّ رئيس الشافاك أبلغ توفيق الطيراوي أنّ محمد دحلان يواجه تهديدا فعليا بعد تصفية محمود المبحوح، ومن قبل حركة حماس تحديدا ومنظمات فلسطينية تقيم في سوريا لدوره في مساعدة إسرائيل على استهداف قيادات فلسطينية. (ديسكن) قال للطيراوي: "رأينا من المناسب والأفضل عدم عقد اجتماع أو إجراء اتصالات مباشرة مع محمد دحلان داخل أو خارج المنطقة في صربيا أو كرواتيا أو اليونان لأننا نرى أنّ من مصلحته أن لا يتعرض لمزيد من الانكشاف بعد الاتهامات الموجهة إليه وتصاعد الحملة ضده من قبل حركة حماس". 2- أنّ الشافاك والموساد وظفتا علاقاتهما مع أجهزة إقليمية، من أجل نقل هذا التحذير حول الخطر الذي يتهدد محمد دحلان وضرورة توفير مزيد من إجراءات الحماية له، والتحذير الذي وجهناه إلى تلك الأجهزة في الدول المذكورة انطوى أيضا على أنّ ليست حركة حماس والمنظمات الفلسطينية في دمشق هي التي تطالب برأس دحلان فقط، وإنما أيضا عناصر داخل السلطة ترى أن مصلحتها اختفاء دحلان عن الساحة. 3- أجرينا مشاورات مع الأجهزة في دول تحرص على سلامة وحياة دحلان: بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة ودول أخرى أقل شأنا يتردد عليها دحلان، من أجل إطلاعها على تفاصيل حول طبيعة التهديد الذي يتعرض له دحلان من قبل حماس ومنظمات فلسطينية وعربية، هذه الدول ما تزال تعتبر دحلان خيارا يمكن المراهنة عليه في الداخل إلى تسوية للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني. بعد أن عرض (ديسكن) لما وصفه بأبعاد الخطة لتصفية دحلان والتي اتخذت منحنى عمليا بعد عملية دبي، تطرق إلى مسألة أخرى رئيسية تتعلق بمستقبل العلاقة بين الشافاك ومحمد دحلان. هنا وفي هذا السياق حرص (ديسكن) على تأكيد حقيقة أو ما أسماها ببديهية الموقف الإسرائيلي من دحلان. (ديسكن) شدّد على أهمية دحلان كخيار لا يمكن إلغاؤه من الساحة الفلسطينية وأنّه الخيار الذي يمكن الاعتماد عليه على صعيدين: الأول : دوره الفاعل والحاسم في المعركة ضد حركة حماس وسلطتها في غزة، وهنا قال (ديسكن) وبالحرف الواحد: "لدحلان سيكون دور عظيم في إسقاط سلطة حماس، نحن اكتشفنا هذه الحقيقة وشخصناها منذ الأيام الأولى لتولي دحلان رئاسة جهاز الأمن الوقائي في غزة، لقد كان معينا لنا وسندا في تصفية القيادات العملياتية لحركتي حماس والجهاد والجبهة الشعبية في غزة والضفة الغربية، هذا الدور لم يتوقف حتى بعد أن انتقل دحلان إلى مواقع أخرى في الضفة الغربية، دحلان مازال عند ولائه لنا وهو بذلك يرد لنا الصنيع بالمثل. نحن وشركائنا في الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وبمساعدة الأجهزة الإقليمية أوصلنا دحلان إلى هذا الموقع المتميز السياسي داخل حركة فتح، والأمني حيث أنّ دحلان ما يزال يدير جهاز ظل يعمل في دول عديدة في المنطقة. (ديسكن) تفاخر عندما كشف عن أنّ الموقع الاقتصادي والمالي الذي يمتلكه دحلان حيث أصبح ضمن الأسماء الأولى في قائمة عالم الأعمال في المنطقة، لم يكن ليتحقق له لولا الدعم الإسرائيلي وتعبئة الدعم الدولي له وعلى الأخص من جانب الولايات المتحدة وبريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي. الثاني : دور دحلان وأتباعه والموالين له من الأفراد السابقين في جهاز الأمن الوقائي الذين مازالوا على ولائه سواء في قطاع غزة والضفة الغربية وفي دول المنطقة، هذا الدور مازال مهما وحيويا وعندما يحين الوقت سيصار إلى تفعيله وتوظيفه. الطيراوي سأل ديسكن: متى وكيف؟ (ديسكن) ألمح إلى أن الحكومة الإسرائيلية برئاسة (نتنياهو) لن تذهب إلى الانتخابات القادمة للكنيست عام 2012 إلا وقد أقدمت على عمل حاسم لتغيير الوضع في غزة وإسقاط سلطة حماس، هنا وعندها ستتعاظم الحاجة إلى هذا الدور الذي سيكون إسهاما كبيرا في تسهيل مهمة إسرائيل في تغيير الوضع في غزة، وهنا أيضا كرّر تثمين إسرائيل لدور أنصار دحلان أثناء عملية الرصاص المنصهر في غزة. هذا الدور أيضا يمكن أن يوظف في ساحات أخرى مثل الساحة اللبنانية والسورية، هذا الدور نراه قد أثار اهتماما بالغا لدى الأجهزة الأخرى الموساد وأمان لكونهما يديران ملفات أكبر وأوسع، ومجالات عملهما متعددة ومتنوعة وتشمل كل ساحات المنطقة. ثانيا ً: دوره في التوصل إلى تسوية سلمية نهائية للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني،" نحن واثقون أنّه على ضوء تحليلنا وتشخيصنا الدقيق أنّ دحلان هو الخيار الوحيد القادر على التوصل إلى حلّ نهائي مع إسرائيل وأنّ أبو مازن رئيس السلطة عاجز عن فعل ذلك بسبب تردده وهواجسه بل ومخاوفه. هذا الخيار ليس خيارا إسرائيليا أي أنّ إسرائيل ليست وحدها هي التي تعول عليه بل وتراهن فهناك أيضا الولايات المتحدة ودول كثيرة في الاتحاد الأوربي. لقد أجرينا مع أجهزة أمريكية وأوروبية حسابات تقييمية لكل الخيارات في الساحة الفلسطينية وتوصلنا إلى أنّ دحلان هو خيار المستقبل وهذا ما يجعلنا نحن وتلك الأجهزة على تواصل مع دحلان ودعمه بدون أضواء وبدون صخب لأننا واثقون من قدرته على إعطاء مردود حقيقي." أما الطيراوي فقد تعهد بأن يوصل الرسالة بحذافيرها إلى دحلان لأنّه (أي الطيراوي) يعتمد من قبل دحلان ليكون حلقة الاتصال مع الأجهزة الإسرائيلية، وعلى الأخص في هذه المرحلة التي تستدعي من دحلان أن يكون حذرا ومتنبها لخطواته وحركاته، هذا وتقرر عقد لقاء آخر يتجدد موعده بعد أن يكون الطيراوي قد نقل الرسالة وتسلّم الرد عليها.
إضافة التعليقات متوقفة حاليا - ترجى المعذرة.
Comments will undergo moderation before they get published.