بقلم المحامي فهمي شبانة التميمي / القدس
يدور الحديث في ظلّ الهجمة الشرسة للاحتلال الإسرائيلي على غزّة هاشم عن إجراء مصالحة بين السلطة الفلسطينيّة وحماس , كما يدور الحديث عن زيارة أبو مازن إلى القطاع كمقدّمة عمليّة لهذه المصالحة المنشودة من عموم الشعب الفلسطيني ,
ولكن يثور السؤال عمّن هو الوفد صاحب الأيدي البيضاء الذي من الممكن أن يرافق أبو مازن والذي من الضروري أن يضمّ قيادات سياسيّة ومعظم هؤلاء متورّطون بالفساد وسرقة المال العام أو التعدّي على حرمات وحرائر هذا الشعب كما وسترافقه القيادات الأمنيّة في الضفّة الغربيّة , وهؤلاء جميعهم متّهمون أمام قيادة حماس بالتنسيق الأمني .
إنّ المتتبّع لأحوال الفريقبن يجد أنّه لا يمكن إتمام هذه المصالحة في ظلّ تمسّك كلّ طرف بمواقفه الاستراتيجيّة وخياراته , بغضّ النظر عن صحّتها فحماس متمسّكة بخيار المقاومة الذي ترى فيه الطريق الوحيد للتحرير ورفع الحصار الذي بدأت تظهر بوادره من بين فوّهات البنادق والصواريخ وأشلاء الشهداء , وأبو مازن وأركان سلطته من حكومة ولجنة مركزيّة متمسّكة بخيار المفاوضات العبثيّة بالإضافة إلى المعضلة الأساسيّة وهي التمسّك بخيار منع قيام انتفاضة ثالثة في الضفّة الغربيّة المحتلّة والاستمرار بالتنسيق الأمنيّ الذي يعتبر الصخرة التي ستتكسّر عليها كلّ محاولات المصالحة المرجوّة , وحتى لو تعهّد أبو مازن بوقف التنسيق الأمنيّ مع الاحتلال فهو لن يقدر على الوفاء بهذا التعهّد لأنّ التنسيق الأمنيّ تورّط فيه كثير من قياداته ورموزه وارتبط مصيرهم بالمحتلّ , ولهذا فإن أراد أبو مازن إجراء مصالحة حقيقيّة مع حماس وأيقاف التنسيق الأمنيّ مع الاحتلال فإنّه لا يملك تنفيذ هذا الخيار وسيدفع بهذه القيادات اللاقياديّة التي حوله إلى التخلّص منه لأنّ اسرائيل لديها ملفّات وتسجيلات توثّق تآمر هؤلاء على شعبنا الفلسطينيّ والتي من شأن نشرها أن تؤدّي بهم إلى أعواد المشانق .
وحتّى لو تساهلت حماس مع هؤلاء الفاسدين على قاعدة الإسلام يَجُبّ ما قبله , فكيف سيجتمع المناضلون الذين أداروا معركة غزّة المطلوبون للاحتلال مع من نسّق بالأمس مع الاحتلال وتآمر على شرفاء هذا الشعب ويجلس معهم على طاولة مستديرة ويأمن غدرهم , ولهذا فإنّ الشعب الفلسطينيّ بعمومه لن يرضى أقلّ من محاكمة من تآمر على قتل أبنائه وحبس قياداته في سجون الاحتلال وعلى رأسهم الرئيس الراحل أبو عمار .
وكمواطن فلسطينيّ , وكي لا نضع الحجارة في الدواليب فإنّ أفضل خيار هو أن ترفع اليد عن الشعب الفلسطيني ويُترك لخياره في صناديق الانتخاب دون تدخّل الأطراف وبنتيجة الانتخابات الحرّة والنزيهة يسلّم الفائز زمام الأمور ولا تعاد المؤامرات التي حيكت بانتخابات عام 2006 ويقدّم للمحاكمة العادلة كلّ من تآمر على شعبنا ومقدّراته .
إضافة التعليقات متوقفة حاليا - ترجى المعذرة.
Comments will undergo moderation before they get published.