بقلم المحامي فهمي شبانة التميمي / القدس المحتلّة
قامت الدنيا ولم تقعد احتجاجا على ما صدر من إبراهيم حمامي ضدّ الرئيس الراحل الرمز أبو عمّار , فقد خرج رموز السلطة معترضين على تفوّهات إبراهيم حمامي فمنهم من ردّ الشتيمة بإضعافها ومنهم من طالب بمعاقبته وقال أنّ يد السلطة طويلة وستطال الرجل أينما كان حيث ذرف الجميع الدموع على الرئيس الراحل وتبارت المحطات الفضائيّة الموالية للسلطة في إظهار هوْل الجريمة وعدم انسانيّة الرجل وتنظيمه .
ولكنّ السؤال الذي يطرح نفسه : لو صدر هذا الحديث عن رمز من رموز السلطة الفلسطينيّة فهل سيلاقى نفس ردّة الفعل التي لاقاها إبراهيم حمامي ؟ وبرأيي الشخصي إنّ ذلك لن يحرّك مشاعر هؤلاء الذين ذرفوا كلّ هذه الدموع وهدّدوا وأزبدوا ضدّ إبراهيم حمامي وضدّ فضائيّة الجزيرة التي كان لها الفضل في المطالبة بفحص جثمان الشهيد أبو عمّار ولأنّ الماضي القريب أكبر دليل على كذب مشاعر معظم هؤلاء فلم نجد اعتراضا واحدا ضدّ رفيق الحسيني الرئيس السابق لديوان الرئيس أبو مازن حينما شتم الراحل أبو عمّار ووصفه بأكبر الدجّالين وأنّه أحاط نفسه باللصوص ولم نسمع تعليقا واحدا ضدّ رئيس الديوان الرئاسي ... بل وجدنا الذين أزبدوا وهدّدوا يدافعون عنه ويدّعون أنّ التسجيلات مفبركة .
ولكن وبعد انفضاح أمره , اضطر أبو مازن وحاشيته إلى التخلّص منه على حياء وأبعدوه عن الأنظار لفترة وجيزة ولكنّهم أعادوه ليترأس إحدى المستشفيات المقدسيّة وكأنّ ما صدر عنه لم يكن ...
فما السرّ وراء التباين في المشاعر والمواقف لهؤلاء المتباكين ذارفي دموع التماسيح ؟ والجواب سهل بسيط واضح فإبراهيم حمامي ينتسب إلى إطار معارض للسلطة الغير وطنيّة وأمّا رفيق الحسيني فينتسب إلى هذه السلطة وتقف وراءه بريطانيا التي أعطته جوازها الدبلوماسيّ وجعلته مندوبا لها في مقرّ الرئاسة الفلسطينيّة ولن يستطيع أحد المسّ به لأنّه بشتائمه تجاوز الرئيس الراحل أبو عمّار ليشتم الرئيس الحالي أبو مازن حينما وصفه بأنّه ينقصه كريزما الرئاسة , وأنّه عندما يعمل مع أبو مازن فإنّه يبيّض سمعته !!!, وأن أولاد أبو مازن نصّابين !!!! وغير ذلك من الشتائم التي اخجل عن نشرها !!!! ومع كلّ هذا لم يستطع أبو مازن إبعاده ومعاقبته ....
إنّ المنطق يتطلّب أن يحاسَب رفيق الحسيني وإبراهيم حمامي على السواء لشتيمتهم للرئيس الراحل , ولهذا فعيب على كلّ من يدّعي محبّة الراحل أبو عمّار أن يثور ويقيم الدنيا ولا يقعدها على إبراهيم حمامي , ويغلق أذانه وحنجرته عندما صدرت الشتيمة من رفيق الحسيني.
إنّ سلطة المقاطعة في رام الله تؤكّد يوما بعد يوم أنّ أيدي قادتها ليست بريئة من دم الرئيس الراحل أبو عمّار وإلا فأين هي نتائج الفحوصات التي تأخّرت قيادة سلطة رام الله 8 سنوات للبدء بالتحقيق في ظروف اغتيال رئيسها ورمز كلّ الشعب الفلسطيني , وتمتنع عن نشر نتائج الفحوصات التي جرت على عيّنات من جثمانه !!! فإلى متى سيبقون يذرفون هذه الدموع ؟ والقتلة منهم وفيهم ويؤدّون لها التحيّة كل يوم .
إضافة التعليقات متوقفة حاليا - ترجى المعذرة.
Comments will undergo moderation before they get published.