بعد أن زادت الخلافات والصراعات في القدس والتي ينمّيها الاحتلال الإسرائيلي وتراجع السلطة الفلسطينية عن أداء أي دور فاعل في الحفاظ على المقدسيين وذلك تنفيذا لمطلب الاحتلال الإسرائيلي من السلطة الفلسطينية بعدم التدخل بشؤون القدس بأي شكل من الأشكال فلا يسعني وأنا أكتب هذه الرسالة إلّا أن أترحّم على من سبقونا
وأرسوا دعائم وجسور التفاهمات العشائرية التي كان لها الدور الفاعل في حقن الدماء وإصلاح ذات البين بين الأطراف المتخاصمة حيث كان لدور رجال الإصلاح الدور الأساسي في حقن الدماء وخاصة في فترات غياب سلطة الدولة وحتى أنّ بعض الدول القويّة كان اعتمادها كليا على دور رجال الإصلاح في إنهاء الخلافات بين المواطنين , أمّا اليوم وفي ظلّ غياب دولة وغياب حكومة في القدس ونحن نقبع تحت نير الاحتلال الذي لا يرعي إصلاحا وإنّما يرعى فسادا بيننا ليعمّق جذوره ويرسّخ احتلاله لقدسنا وهو أمر لا يراعيه الكثير من رجالات الإصلاح ممّا زاد في الانقسام الداخلي وزيادة الخلافات العائلية والتي كان من نتائج عدم إنهائها وقوع عدد من جرائم القتل في القدس والتي ما زال رجال الإصلاح يسجلون فشلا في حل هذه القضايا وأعزو ذلك للأسباب التالية 1- أصبحت الخلافات الشخصية بين رجال الإصلاح تمتد لتؤجّج الصراعات بين الناس وخاصّة إذا التقى الطرفان ليمثّل كل واحد منهما أحد طرفي الصراع . 2- بدأ رجال الإصلاح في دور جديد أخرجهم عن رسالتهم المقدسة حيث بدؤوا بالانحياز إلى الطرف القوي بدل نصرة الطرف الضعيف بحجة أنهم يريدون أن يصونوا الطرف الضعيف من جبروت الطرف المعتدي القوي . 3- إندسّ بين رجال الإصلاح العديد من الأشخاص الذين يعملون بأجندة الاحتلال وتعليماته مباشرة وهم معروفون للعموم ومع هذا نجد لهم الحضور والقبول والمرافقة مع رجال الإصلاح . 4- أصبح بعض رجال الإصلاح ينسبون أنفسهم لشخصيات في السلطة الفلسطينية والبعض من هؤلاء يعملون بتعليمات من الاحتلال ظنّا منهم أن ذلك يقوي دورهم ويعزز نفوذهم فلا يتحرّكون لوأد الصراعات إلّا بعد تلقّيهم تعليمات بذلك من أحد الجهتين وغالبا ما تأتي هذه التعليمات متأخرة ومشوهة . 5- دبّ الخوف في نفوس رجال الإصلاح حيث لا حماية لهم فأصبحت كلمة الحق لا تخرج من أفواههم وبدأنا نتعرف على مصطلح "مسك العصا من الوسط" خاصّة إذا كان أحد أطراف النزاع من رجال الإصلاح أو أحد المتنفّذين . 6- عدم وجود تمويل لتغطية نفقات رجال الإصلاح أدّى إلى تسهيل اندساس بعض الأشخاص المشبوهين إلى دائرة رجال الإصلاح الذين يؤجّجون الصراعات ليحصلوا على أرزاقهم . 7- ضعف الجهات الرسمية الفلسطينية وتعدّدها المكلّفة بشؤون القدس "شكلا" من القيام بواجبها بفرض الحلول للصراعات المختلفة . لكلّ هذه الأسباب وغيرها فإنّ على كل الشرفاء من رجال الإصلاح أن يضعوا خلافاتهم جانبا ويعملوا يدا بيد بمنطلق ديني ووطني وعشائري صحيح لإنهاء الصراعات القائمة لأنّ استمرارها سيؤدي إلى زيادة حدتها وانتشارها ويصبح من المستحيل السيطرة عليها ومن هذه الصراعات العالقة قضية "النشاشيبي" وقضيّة "العرامين" وقضيّة نمر "النور" وسيسجّل تاريخ القدس لكل شريف ساهم في حلّ هذه الصراعات الداخليّة في ظلّ احتلال واختفاء للعمل الوطني ونقص مالي فطوبى لمن يكون له السبق والفضل في حل هذه الصراعات .
إضافة التعليقات متوقفة حاليا - ترجى المعذرة.
Comments will undergo moderation before they get published.