العالم المتحضر،وأقصد أميركا وأوروبا أكثر من غيرهم تقديرا لفياض ابنهم المدلل الذي أتى من المدرسة الغربية ليأخذ رقما هاما وصعبا في المعادلة الفلسطينية بل في الصراع العربي الصهيوني إذا جاز التعبير الآن،والأقرب للصحيح الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي .
أفادت التقارير الإخبارية نقلا عن استطلاع قامت به صحيفة التايمز الأمريكية على أن فياض احتل المركز العاشر من بين مائة شخصية أكثر تأثيرا في العالم،وتلى إسمه الرئيس الامريكي باراك اوباما والرئيس البرازيلي "لولا دي سيلفا " الذي احتل المرتبة الاولى في القائمة ومبعوث اللجنة الرباعية للشرق الاوسط طوني بلير ورئيس هيئة الاركان الامريكي المشتركة مايكل ملن. وبما أن فياض على حسب استطلاع الصحيفة الأمريكية ضرب رقما قياسيا في عالم الشهرة مع الفنانين والسياسيين والإجتماعيين والمثقفين،إذا فياض جمع كل المواصفات وأصبح وجوده هاما في معادلة فك الشفرة وفك الصراع بدولته المنتظرة التي يكرر إعلانها مرارا في منتصف 2011. استحق فياض التقدير من العالم الغربي لكونه رجلا قد أنجز إنجازات هامة في حقل بناء المؤسسات كما قال بلير عنه مؤخرا،حيث وصف طوني بلير سلام فياض بانه عمل خلال السنوات الثلاثة الماضية على تقوية المؤسسات الحكومية الفلسطينية واجهزة الامن رغم الصعاب والمعيقات السياسية الامر الذي لاقى الترحيب والتقدير في اوساط الرأي العام . واضاف بلير ان فياض اثبت قدرته القيادية وامكانياته على التواجد في الصفوف الاولى بشجاعه شخصية عاليه وبثقة ذاتية ومنطق لا يقبلان الشك وهذه الصفات تمكنه من الاستمرار رغم الصعاب لماذا استحق فياض التقدير؟ على حد قولهم أن فياض افتتح أكثر من 1600 مشروع للبنية التحتية في الضفة الغربية وعزز وجود وبناء مؤسسات الدولة المنتظرة وأرسى الأمن ونال إعجاب القيادات الأمنية للعدو الصهيوني . ولكن لماذا لا يستحق التقدير من الشعب الفلسطيني؟ 1- عندما أتى وزيرا للمالية بشروط أمريكية وبإيفاد أمريكي عند استحداث ما يسمى رئاسة الوزراء الأوسلوية في الضفة الغربية وغزة،أتى فياض بالوجه الظاهر كرجل يمتلك فرضيات إدارة الأعمال والمحاسبة التي اكتسبها من عمله في الصندوق الدولي،قيل عندئذ أنه رجل نقي ونزيه،ولكن هل النزاهة الإقتصادية تعني النقاء؟،وهل مشكلة الشعب الفلسطيني فقد هي في النزاهة المالية؟،أم هناك أشياء مهمة لقضية إذا توافرت يمكن أن توصلنا إلى تلك المميزات،أقصد هنا النزاهة الوطنية والأمنية وملحقاتها السياسية،فهل تلك المواصفات تتوافر عند فياض؟. لقد نال فياض الإعجاب من حليفه وصديقه بلير أولا،ولأن فياض هو أول من لبى وسار على خطة بلير في الحل الإقتصادي الأمني،ومازال يعمل عليه بإرساء مؤسسات الدولة في الضفة والضفة فقط،في نزعة إقليمية فئوية قطرية بدون النظر إلى أبعاد القضية الفلسطينية ومأساتها الكبرى كيف نحقق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم التي احتلت عام 48 . استحق فياض التقدير والشهرة لعوامل نجح فيها فياض بشكل أكبر وملحوظ من كل محاولات إسرائيل على مدار احتلالها للضفة الغربية . 2- عندما أتى فياض لوزارة المالية كان هو أحد المدبرين لتقليص صلاحيات الرئيس الراحل ياسر عرفات وحجم من أهمية توقيع الرئيس على مستندات تخص تنمية وتعزيز الكفاح المسلح وفصائل المقاومة . 3- عندما قاد فياض رئاسة الوزراء أتى رئيسا للوزراء لحكومة طوارئ ضمن مخطط وسيناريو لفصل الضفة عن غزة وبناء مؤسسات دولة بلير-فياض. لا يمكن أن يحدث في جميع العالم أن يكون هناك حكومة طوارئ محدودة المدة والتوقيت أن تضع على جدول أعمالها حل مشكلة من أعقد مشكلات العصر،وهي المشكلة الفلسطينية. 4- منذ تولي فياض رئاسة الوزراء لحكومة الطوارئ في الضفة الغربية عمل على إحداث إختراقات في صفوف حركة فتح مما دعا قريع لأن يغضب وأن يتهم فياض بتوظيف المال السياسي لإحداث هذا الإختراق في أقاليم فتح ومناطقها. 5- دعم فياض من خلال إختراقاته لهياكل وقيادات حركة فتح على دعم التيار الإنقلابي في داخل حركة فتح والغاضبين والشاجبين للكفاح المسلح. 6- قام فياض بسرقة أجهزة الأمن الفلسطينية التي تنتمي لحركة فتح وتطويرها بما يتناسب مع المهمة المسندة إليه في حله المنظور للقضية الفلسطينية. 7- عن طريق الأجهزة الأمنية قام بأكبر أنشطة في مطاردة رجال المقاومة بدء من كتائب شهداء الأقصى إلى سرايا القدس إلى القسام مما دفع قادة العدو لأن يسجلوا إعجابهم بالقدرات الأمنية التي حققها فياض . 8- تقوم أجهزة فياض بأكبر أنشطة جمع معلومات في الساحة الفلسطينية أو العربية في تعاون تحدثت عنه كثير من التقارير مع العدو الصهيوني ، ولأن فياض يعلم أن مشروعه لا يمكن أن يحقق بنمو النفس المقاوم وبالتالي أصبح موقع فياض في هذا السيناريو يتآلف ويتآزر مع العدو الصهيوني. 9- قام فياض بتفريغ حركة فتح من محتواها الحركي في داخل الضفة الغربية مع التحكم في الموازنة والمال تجاه كوادر حركة فتح في قطاع غزة وتضييق الخناق عليهم. 10- يمثل فياض الصخرة الصلبة للمخطط الأوروبي في داخل الضفة الغربية وأصبح فياض رقما لا يمكن تجاوزه،بل هو نقطة التأثير والفعل ووجود محمود عباس والقيادات الفتحاوية الأوسلوية هي أرقام توضع في بطاقات الـ VIP والرواتب والرتب . 11- بنا فياض بالتعاون مع أوروبا وأميركا المدرسة الأمنية وما يسمى الأكاديمية الأمنية التي وصل بها الحد قبل أيام قليلة بعملية فرد عضلات من خلال مناورة أداها رجالات الأمن في شوارع رام الله ليسجل هو وأجهزته أنه القادر على كبت كوادر حركة فتح وكل من ينادي أو يعارض خطته للحل وإعلانه ما يسمى بالدولة في منتصف العام القادم،وبالرغم من نفي عباس لإعلان تلك الدولة بدون رغبة إسرائيل ومن طرف واحد. إذا لماذا فياض لا يستحق التقدير والإعجاب من دول أوروبا ومن الصحف الأمريكية والغربية وعلى رأسها صحيفة التايمز ، فهل يمكن ما فعله فياض أن تفعله حتى قيادات الإنقلاب على حركة فتح التاريخية؟ إنه حقا إعجاب وتقدير لرجل المهمة الصعبة،ولكن هناك في الأفق خيارات أخرى لدى الشعب الفلسطيني والجبهة المقاومة في كل من لبنان وسوريا وفلسطينيي الشتات،ولن تكون دولة فياض إلا دولة انطوان لحد في جنوب لبنان،وستتلقى مصيرها المحتوم.
إضافة التعليقات متوقفة حاليا - ترجى المعذرة.
Comments will undergo moderation before they get published.