الدولة الفلسطينية حُلم يصنعه واقع و يهدمه آخر بقل
- المجموعة: أسئلة موجّهة للمحامي فهمي شبانة
- اسم المراسل: الدولة الفلسطينية حُلم يصنعه واقع و يهدمه
- نصَ المراسلة: الدولة الفلسطينية حُلم يصنعه واقع و يهدمه آخر بقلم: عبد الغفور عويضة لنترك المقومات الجيوسياسية للدولة، و لتنرك القرارات الدولية التي دعت الى قيام دولة فلسطينية و اعتبرت في يوم من الايام كالسلام الوطني و كثيرا ما رددها الراحل عرفات ، فلا المقومات الجيوسياسية يمكن تحقيقها ولا قرارات الشرعية الدولية يمكن تنفيذها و هذا لم يرق ولن يرق للمفاوض الفلسطيني الذي اختلطت عليه الامور و ضاع بين الالم الذي يعاني منه شعبه من سياسات الاحتلال و الاستيطان و الهدم و بين الامل في مجتمع دولي أداروا للقضية ظهره و بين ثوابت وطنية ذات طبيعة موحدة على الرغم من الانقسام الحاصل بين شقي الوطن و بين مطالب دولية و اسرائيلية بضرورة الشروع في مفاوضات مباشرة على اعتبار انها ستفضي الى كابوس الدولة الموعود منذ عقد ونصف ، فكان لا بد من التوجه الى الحاضنة العربية لخلق نوعا من التوازن بينهم و بين المطالب الاسرائيلية و الامريكية دون ان يدركوا ماهية المفاوضات التي سيجرونها مع الاحتلال أهي مباشرة و هي مطلب امريكي اسرائيلي أم غير مباشرة و هي مطلب فلسطيني عربي ، و بين صد ورد و حضور و غياب يبقى وراء الأكمة ما وراءها، امعان اسرائيلي في الاستيطان و التهويد حتى قبل ان ينتهي موعد تحميد الاستيطان الذي تزعم اسرائيل انها تنفذه وهو أيلول القادم ، و امعان في خلق واقع جديد في القدس حيث ان كثيرا من المخططات توضع يوميا من اجل السيطرة عليها بالكامل و تحديدا على المسجد الاقصى حيث يدور حديث في الاعلام الاسرائيلي عن وجود ترتيبات جديدة في ساحة البراق اعقبتها تدريبا للشرطة و الجيش الاسرائيلي في عملية محاكاة لاقتحام المسجد الاقصى و السيطرة عليه ، هذا الواقع الجديد يعتمد على خلق واقع سبيه بواقع الحرم الإبراهيمي في الخليل بحيث يقسم الاقصى الى قسمين للمسلمين الفلسطينيين و اليهود مع سيطرة كاملة للجيش الاسرائيلي عليه و على كل ما بداخله لتكون بعدها ترتيبات لاقامة ما يشبه الدولة الفلسطينية وليكن اسمها دولة او مملكة او جمهورية او حتى امبراطورية ذات تمثيل دبلوماسي عالي في واشنطن، و مسالة اعادة القدس او تحريرها لم يعد على اجندة السلطة الفلسطينية "انا مش صلاح الدين" و هذه حقيقة لا مراء فيها ولا ينكرها الا جاهل او متجاهل لما يدور حوله اما قاصدا او بغير قصد و هذا يعني ان قيام الدولة الفلسطينية بات متوقفا عليها مع سهولة التعامل مع قضية اللاجئين و غيرها من القضايا التي تعتبر ثانوية بعد القدس . ذلك هو واقع وسيناريوهات محتملة اعتقد انها ستفضي الى الدولة الفلسطينية غير ان هناك واقعا اخر و ان بدا الرهان عليه ضعيفا من ناحية السيناريوهات التي تقود اليه و هو العمل على تقويض و اجهاض الواقع السابق حيث ان انطلاق انتفاضة شعبية على غرار الانتفاضتين الاولى و الثانية شعبية او مسلحة في حال تنفيذ المخطط الاسرائيلي حول الاقصى هو احتمال ضعيف و الرهان على شعب الضفة يكاد يكون معدوما اذا ما نظرنا الى وضع الضفة و السيطرة الكاملة لسلطة محمود عباس عليها وان كان سيبدو ذلك فهو لا يتعدى مسيرات حزبية وشعبية تقودها قوى اليسار المحكومة بقانون منظمة التحرير و من المؤكد ان تشارك فيها مؤسسات السلطة الفلسطينية و هذا لا يزيد عن كونه حالة من التجاوب الحتمي مع ردة الفعل العاطفية في الدول العربية و الاسلامية و بعضا من جالياتها في دول العالم و هذا هو الواقع غير ان احتمال انتفاضة على غرار انتفاضات الشعب الفلسطيني السابقة _كما ذكرت_ و في ظل ما يرغب به المواطن العادي في الضفة من الحياة الهادئة مع بعض الاستثناءات التي قد تنطلق داخل المخيمات فيها و بعض النشاطات المسلحة التي يمكن ان تقوم بها كتائب القسام في غزة اضافة الى الجبهة الشمالية التي قد يجد عليها حزب الله فيما تقوم به اسرائيل من الاعمال و الاعتداءات على المقدسات فرصة في الخروج من التهميش السياسي التي بدأ يعيشها و يستعيد مجده كحركة مقاومة للاحتلال و مدافعة عن المقدسات . هذا الواقع ينتابه الضعف غير ان هناك موقفا مساندا له وهو الحراك الدائم الذي يقوم به الفلسطينيون في الاراضي المحتلة قي الاراضي المحتلة عام 1948 و هذه المواقف المجابهة للمشروع و المخطط الاسرائيلي الدولي في اقامة الدولة الفلسطينية و التي سيكون الاقصى ثمنا لها هي دولة لا نريدها لانها لا ترقى الى طموح المواطن الفلسطيني داخل الوطن وخارجه ، قائدا كان ام مواطنا عاديا، كبيرا ام صغيرا ، فان لم نستطع الحصول عليها كعاصمة لدولة فلسطين لتبق اذن القدس مدينة من مدن فلسطين و ليكل عملنا قيادة و مواطنين مقاومين وسياسيين مصبوبا على القدس ... و القدس فقط لانها هي القضية من الفها الى يائها و الاقصى حرف الضاد فيها.
- إجابة من المحامي فهمي شبانة التميمي: كما هي
إضافة التعليقات متوقفة حاليا - ترجى المعذرة.
Comments will undergo moderation before they get published.