بقلم المحامي فهمي شبانة التميمي / القدس
هذا الرجل الذي قامت الدنيا ولم تقعد بحثا عنه بكلّ دولها وطاقاتها وإمكاناتها الماليّة والدبلوماسيّة والاستخباراتيّة مستعملة كل الإمكانات الألكترونيّة المعروفة لنا وغير المعروفة والأقمار الصناعيّة وإلى آخر ما توصّل إليه العلم في جمع المعلومات
والتنصّت بكافّة أشكاله لم تفلح في العثور عليه لمدّة عشر سنوات وعندما تصل المعلومات الاستخباريّة للادارة الامريكيّة تقوم القيادة الامنيّة بمتابعة عمليّة مداهمة منزل ابن لادن في مدينة إبت أباد بالباكستان من غرفة عمليّاتها وتكون المتابعة عادة بالتصوير والبثّ المباشر حيث يكون المسؤلون الأمنيّون على اطّلاع مباشر على العمليّة بالصوت والصورة فأسامة بن لادن ليس بالرجل العادي الذي سيتمّ القبض عليه دون تصوير وتوثيق يذكر , لعمليّة الاعتقال , إنّ ما نشر عن مقتل ابن لادن والقاءه في البحر بعد الصلاة عليه "بالطريقة الاسلاميّة" ما هو إلّا استخفاف بعقول البشر عامّة وعقول المسلمين المحبّين المؤيدين لابن لادن خاصّة , فالقيادة الأمنيّة الأمريكيّة ليست بهذا الغباء بحيث تحقق أكبر إنجاز أمني لها على مدار عشر سنوات ولا توثّق ما تعتبره نصرا مؤزرا لها , ومن مفهومي الأمني وتحليلي الخاص فإنّ ابن لادن لم يتمّ قتله وإنّما قد تمّ اعتقاله ووضعه في غياهب السجون الامريكيّة , فهو كنز معلوماتي لا يمكن التفريط فيه فلديه الإجابة على كافّة الأسرار التي تبحث عنها القيادة الامنيّة الإمريكيّة ولذلك لم تنشر أيّ صورة حقيقيّة لعمليّة مداهمة بيته وعمليّة قتله والصلاة عليه والقاءه في البحر لأنّ هذا السيناريو ببساطة لم يتمّ في الجزء المتعلّق بقتله والقاءه في البحر لأنّ الادارة الأمريكيّة والمستشارين الأمنيّين قد يكونون اختاروا إخفاء الإعلان عن اعتقال ابن لادن لعدّة أسباب ومنها :-
1- الإعلان عن اعتقال ابن لادن سيزيد من عمليات اختطاف الأمريكان حول العالم ومن يقف معهم في الحرب ضدّ ابن لادن للمطالبة بالإفراج عنه.
2- الإعلان عن اعتقال ابن لادن سيؤدّي إلى هروب قيادات مطلوبة للأمريكان وتغيير خطط ومواقع الكثيرين ممّن لهم اتصال مع ابن لادن .
3- الإعلان عن اعتقال ابن لادن سيؤدّي إلى إدخال الإدارة الأمريكيّة في صراعات مع حقوق الإنسان لأنّها لن تصمت على سوء معاملة ابن لادن وخاصة أنّه سيخضع لتحقيق قاس للكشف عن معلومات يخفيها.
4- الإعلان عن اعتقال ابن لادن سيؤدّي إلى إشكالات مع أهالي المتضررين من أعمال ابن لادن المتّهم بها مع الحكومة الأمريكيّة على أساس أنّهم سيطالبون بالإسراع بمعاقبته وزيادة الضغط عليه في التحقيق مما سيوقع الإدارة الامريكيّة بين فكّيْ المطالب الشعبيّة المطالبة بالانتقام ومطالب حقوق الانسان الدوليّة التي تتزعمها أمريكا.
5- الإعلان عن اعتقال ابن لادن وكشف التحقيق معه قد يكشف أسرارا كبيرة تفضح فيها حقيقة ما جرى في 11 سبتمبر 2001
6- الإعلان عن مقتل ابن لادن سيريح المقرّبين منه على اعتبار أنه مات شهيدا وسيجعلهم غير محتاطين لمخاطر وتبعات اعتقاله هذا ويدعم هذا التحليل بأنّ ابن لادن لم يقتل ويرجح أنّه معتقل ما يلي:-
أ- إنّ عمليّة مداهمة البيت لم تكن عشوائيّة وكانت بقرار من الرئيس الأمريكي وبالتالي لم يكن هناك أي ضغط نفسي على من ينفد عمليّة الاعتقال ولا داعي للعجلة في إتمام هذه المهمة المحضّر لها جيّدا وبالتالي فإنّ موت ابن لادن في هذه العمليّة سيصنف من الناحيّة الامنيّة على أنّه فشل للعمليّة وليس على أنّه نجاح لها على الإطلاق وهو أمر لن تقع فيه الإدارة الأمريكيّة .
ب- لو كان ابن لادن مقتولا فلماذا يلجأ الإعلام الأمريكي إلى تزوير صور مقتله ولا يستعملون صورا حقيقيّة.
ج- تقول ابنة ابن لادن وهي شاهد عيان أنّ الأمريكان اعتقلوا والدها حيا وهذا يؤكّد أنّه لم يقتل في تبادل اطلاق النار , وتقول ابنته ايضا أنّ القوات المهاجمة أطلقت عليه النار بعد القبض عليه حيّا وهذا يعتبر من ضمن مخطط مسبق لتصديق رواية القوات الأمريكيّة حيث يطلقون الرصاص المخدّر على ابن لادن أمام اقاربه من الشهود ليؤكّدوا أنّه قُتل وبالتالي يؤكدون الروايّة الأمريكيّة التي ستعلن حسب المخطط الموضوع لأنّ من أسهل الامور على القوات الامريكيّة أن تطلق الرصاص المخدّر على ابن لادن أمام هؤلاء الشهود ليقتنعوا بما يقولون ممّا يتيح لها التخلص من عواقب عمليّة اعتقاله فيما بعد . لهذا فإنّ الأيام والسنوات القادمة ستكشف الكثير من الأسرار ومن يعيش سيرى ويسمع ويشاهد بالصوت والصورة عمليّة اعتقال وسجن ابن لادن!!!!
والله أعلم
إضافة التعليقات متوقفة حاليا - ترجى المعذرة.
Comments will undergo moderation before they get published.