بقلم المحامي فهمي شبانة - القدس

هل علمت القيادة الفلسطينية فقط بموت أبو عمار يوم خرجت فضائيّة الجزيرة بعام 2012 لتدلي بتقريرها بأنّ أبو عمار مات مسموما ؟ ألم يكن هناك إجماع سابق منذ عام 2004 على أنّ أبو عمّار مات مقتولا بقرار اسرائيلي وعلى يد عملائها من القيادات , وأذنابهم المحيطين بالرئيس الراحل ؟

ماذا فعلت هذه القيادات المتباكية  لكشف ملابسات وفاة الرئيس في ظروف ومعطيات تؤكّد جميعها بأنّ الرجل قد اغتيل لمواقفه الثابتة من قضيتّنا الفلسطينيّة ودفع روحه ثمنا لوفائه لمدينة القدس , وللأقصى , ولهذا الشعب  الذي تم ترويضه فأصبح لا يصلح إلّا لإطلاق الشعارات الفارغة من كلّ مضمون ؟ أهذا هو شعب الجبّارين الذي كان يتغنى به الرئيس الراحل بمناسبة وبدون مناسبة ؟ قد تظنّ بعض القيادات الفلسطينية أنّ القيام بإحياء ذكرى سنويّة باستشهاد الرئيس في مقاطعة رام الله وقيامها بذرف دموع التماسيح ستغطّي على جريمتها بحقّ الرئيس الراحل , وأنّ من يحضر من الشعب سيكون شاهدا على دموعهم فلا يدخل الشك لقلوبهم بأنّ من بين هذه القيادات التي تجلس في الصفّ الأوّل بتلك الاحتفالية هم من تآمر على قتل هذا الرئيس الرمز .
إنّ من كانوا محيطين بالرئيس الراحل لم يشاركوا جميعا في اغتيال الرئيس وإنّما تمّ ابعادهم وإسكاتهم تحت تهديد كشف فسادهم , فرفيق النتشة متربّص بهم ينتظر تعليمات القيادة بملاحقة هذا , وكشف ذاك , من الفاسدين الذين استغلوا مناصبهم , وقُربهم من الرئيس الراحل , ولكنّهم جميعا واعون للدرس فلا ينطقون ولا يتحرّكون نصرة لهذا الرئيس الراحل الذي كان وليّ نعمتهم , ومصدر أرصدتهم البنكيّة , فيرتاحون من الملاحقة ويرتاح رفيق النتشة من العمل كما هو الحال ...  وإلّا فسخطا لهم , ولهكذا هيئة ...
وسؤال يطرح نفسه ماذا يمنع النائب العام من فتح ملف التحقيق بوفاة الرئيس الراحل , أو ليس هو صاحب الصلاحية بتحريك قضيّة الحقّ العام , ولو كان مهتمّا بعمله لأرسل لي أو أرسل للطيراوي يسأل عن شخصيّة الطبيب الفلسطيني وطاقمه الذين أعلنت خلال الإعلام عن شكوك حولهم بالمشاركة باغتيال الرئيس الراحل أم أنّ هذه القضية قد أغلقت ولا تستحقّ المتابعة.
وأين هو اللواء توفيق الطيراوي الذي كان رئيس لجنتيْ التحقيق (لجنة المخابرات ولجنة فتح) الذي خرج علينا في فضائيّة فلسطين اليوم ليتحفّظ على الإجابة لكلّ سؤال يوجّه له حول اغتيال الرئيس , ولماذا امتنع حتّى اليوم عن الإجابة عن سؤال , وجهته له مرارا وتكرارا منذ سنتين , كيف حصل من اسرائيل على بطاقة شخصية هامّة (VIP) بعد أن كان  مطلوبا لها حيّا أو ميتا , وماذا حلَّ بالمعلومات التي شاركت أنا شخصيّا في جمعها حول اغتيال الرئيس ؟ , أم أنّ السلامة من القتل والاعتقال غنيمة,  وبطاقة اسرائيل لها بريق وثمن .... وأنّ دعاءه بالشهادة أمام الفضائيات ما هو إلّا ورقة توت يغطّي بها عورته ....
وأمّا ناصر القدوة الذي يبدو أنّه جَبنَ , ولا يتجرّأ على ملاحقة القتلة ولا حتى على المطالبة بكشف حقيقة ما جرى مع قريبه , وولي نعمته , ورئيسه ..  أم أنّ رسالة قتل اللواء موسى عرفات وصلت له فالتزم الصمت خوفا على حياته.
من هذا اليوم أقول أنّ القيادة الفلسطينية ستعمل على إحياء الذكرى السنويّة القادمة 2013 باحتفالية غير مسبوقة لتغطّي على تقاعسها بل وتعطيل كشف ملابسات اغتيال الرئيس الراحل  طوال 8 سنوات.
 بكلّ تأكيد أقول أيضا أنّ هذا الشعب , وبزوال القيادة الحاليّة , وبزوال سطوتها سيقوم لينتقم من قتلة الرئيس , ومن كلّ من تآمر على الرئيس المغدور , ومن عائلاتهم , ولن يعود لهم مكان آمن في هذا الوطن , أو ليس من يقتل نفسا بغير حق يتمّ إجلاؤه عن بلدة أهل القتيل ؟ وأبو عمار له أهل في كلّ مدينة , وبلدة , وقرية , ومخيّم , ولن يكون للقتلة أو لعائلاتهم أو لمن تآمر عليه , مكانا آمنا في فلسطين , ولن تحميهم دبّابات الاحتلال أو مخابراته .. فليتعجّلوا بالرحيل .

إضافة التعليقات متوقفة حاليا - ترجى المعذرة.

Comments will undergo moderation before they get published.

إغتيال عرفات

كلّ يوم يمرّ دون إجراء فحص لرفات الرئيس الراحل أبو عمّار تتضاءل الفرصة في الوصول لحقيقة اغتياله وإنّ مرور الوقت يجعل من الوصول لها مستحيلا, فمن يعمل على التأخير ومن صاحب المصلحة بإخفاء الحقيقة خاصّة وأنّ الخبراء يقولون أنّه تبقّى أسابيع منذ شهر تموز لعام 2012 ؟


العد التنازلي توقّف
بتاريخ 1-12-2012

هل تعتقد أنّ الطيراوي حصل على ال VIP من اسرائيل مقابل اغلاق ملف التحقيق باغتيال أبو عمّار

نعم - 83.5%
لا - 16.5%
التصويت لهذا الاستفتاء منتهي

هل ينطبق المثل القائل "يقتل القتيل ويمشي في جنازته" على أبو مازن؟

نعم - 87.5%
لا - 12.5%
التصويت لهذا الاستفتاء منتهي

الأكثر قراءة