بقلم المحامي فهمي شبانة التميمي/ القدس

تتباكى القيادة الفلسطينية ممثّلة بالرئاسة , واللجنة المركزية , ومجلسها الثوري , على السجناء الفلسطينيين المعتقلين في السجون الاسرائيلية الذين ضحّوا بحرّيتهم من أجل حريّة شعبهم , وإقامة الدولة الفلسطينية , وعاصمتها القدس , ودحر الاحتلال منها , يتسابق هؤلاء المسؤولون الرويبضة , وعدد كبير من المطبلين لهم في إطلاق شعارات تندّد بالاحتلال , وتطالب بحريّة الأسرى متناسين ومتجاهلين أنّ عددا كبيرا من السجناء الفلسطينيين زُجّوا في سجون الاحتلال بفعل أيدي هؤلاء المسؤولين المعروفين بتنسيقهم الأمني الرسمي والشخصي ,

حيث تقدّر نسبة السجناء في سجون الاحتلال نتيجة هذا التنسيق ب 25% من مجموع السجناء , لقد كان للتنسيق الامني كلّ الفضل بأن يُعلِن الاحتلال الاسرائيلي بوصول  عدد المطلوبين لها , ولأوّل مرة في تاريخ الاحتلال صفرا , إذا !!؟  على ماذا تتباكى هذه القيادات اللاقيادية  وتطالب باطلاق سراح السجناء ... أو ليس من الأولى أن تتوقف هذه السلطة , وقياداتها عن تسليم أبناء هذا الشعب لسلطات الاحتلال , أم أنّ تسليم المناضلين لهم يعتبر رصيدا لهذا المسؤول أو ذاك , وكلّما زاد عدد من سلّمهم للاحتلال يزداد رصيده , وحقّه في الحصول على فُتات التسهيلات له , ولعائلته على المعابر , والحدود , وأحيانا يتمّ تكريمه , وتعزيز مكانته داخل هذه السلطة المتهاوية  .

وأسوق تجربتي الخاصّة مع هذا الاحتلال وهذه السلطة كمثال , فأثناء عملي في المخابرات العامّة الفلسطينية شغلت منصب مدير مخابرات الخليل فأرسلت لي السلطات الاسرائيلية سؤالا وهو (ما هو الثمن الذي ستقدّمه لنا مقابل سكوتنا على عملك في السلطة الفلسطينية ) فكانت الاجابة مني طبعا هي الرفض – وكانت اسرائيل قد أصدرت قانونا يمنع أهالي القدس من العمل في الأجهزة الأمنية الفلسطينيّة ولا تحرّك هذا القانون إلّا ضدّ من لا يعمل على هواها ووفق أجندتها – ولهذا قامت إسرائيل باعتقالي والحكم ضدّي بالسجن 6 اشهر بتاريخ 10/7/2012 وما تزال المحاكمة جارية أمام الاستئناف علما بأنّ هناك العديد من مسؤولي أجهزة السلطة ويقيمون بالقدس , ويعملون مع الأجهزة الأمنيّة الفلسطينية , ولكن لم تعترض عليهم سلطات الاحتلال !!!!
الغريب في الأمر أنّ هؤلاء المسؤولين , وطابورهم الخامس بدل أن يتم نبذهم , ومقاطعتهم , ومحاسبتهم , وزجّهم في السجون ليذوقوا من كأس ما جرّعوه للمناضلين نجدهم هم من يُصدر شهادات الوطنيّة وكلّ من ليس على شاكلتهم , ومعهم  , فهو عميل , نعم يحق لهؤلاء أن يتجبّروا , ويفتروا على هذا الشعب  طالما أنّ أحدا لا يجرؤ أن يقول لهم  كما قال الشاعر مظفّر النوّاب :
أولاد القحبة هل تسكت مغتصبه ؟؟! أولاد القحبة ! لست خجولاً حين أصارحكم بحقيقتكم إنّ حظيرة خنزير أطهر من أطهركم .
تتشدق هذه القيادة وتزعم أنّها  ثمثل هذا الشعب وأنّها قيادة منتخبة وأقول لها إنّ سنوات صلاحيتها قد انتهت وأنّ رائحة الفاسدين المنسّقين مع الاحتلال قد زكمت الأنوف ... , لقد ترسخت القناعة التامّة لدى شعبنا الفلسطيني المقهور بأنّ هذه السلطة الفلسطينية لم تعد سلطة وطنية وأنّ وصفها باللّحدية هي إهانة للّحديين فهم لم يسجنوا أبناء ملّتهم في سجون اسرائيل , وأنّ هذه القيادة لم تحصد من نتيجة أعمالها سوى الخيبة والفشل وضياع الأرض والعرض والمقدّسات , فانتظروا أيّها الفاسدون فإنّ فجر العدالة والحساب ليس ببعيد ...

إضافة التعليقات متوقفة حاليا - ترجى المعذرة.

Comments will undergo moderation before they get published.

إغتيال عرفات

كلّ يوم يمرّ دون إجراء فحص لرفات الرئيس الراحل أبو عمّار تتضاءل الفرصة في الوصول لحقيقة اغتياله وإنّ مرور الوقت يجعل من الوصول لها مستحيلا, فمن يعمل على التأخير ومن صاحب المصلحة بإخفاء الحقيقة خاصّة وأنّ الخبراء يقولون أنّه تبقّى أسابيع منذ شهر تموز لعام 2012 ؟


العد التنازلي توقّف
بتاريخ 1-12-2012

هل تعتقد أنّ الطيراوي حصل على ال VIP من اسرائيل مقابل اغلاق ملف التحقيق باغتيال أبو عمّار

نعم - 83.5%
لا - 16.5%
التصويت لهذا الاستفتاء منتهي

هل ينطبق المثل القائل "يقتل القتيل ويمشي في جنازته" على أبو مازن؟

نعم - 87.5%
لا - 12.5%
التصويت لهذا الاستفتاء منتهي

الأكثر قراءة