ليس دفاعا عن القرضاوي ... بل كلمة حقّ

بقلم المحامي فهمي شبانة التميمي/ القدس

قام منافقوا العصر الجاهلي حين نزول الآية 43 من سورة النساء: "يَا أَيّهَا الذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصلاَةَ" قاموا بتجاهل تكملة الآية "وَأَنتُمْ سُكَارَى" وذلك للتحريض على عدم الإلتزام بعمود الإسلام ورُكن من أركانه وللتشويش على رسالة الإسلام  .

واليوم ليس بمختلف , فأحفاد أبي لهب وأبي جهل ما زالوا بيننا يتجمّعون تحت راية ما يسمّى بالمطبّعين مع المحتلّ الإسرائيلي لأولى القبلتين ومسرى رسولنا الكريم وهم يقومون بما قام به أسلافهم من تشويه لحديث العلماء , منتصرين للاحتلال مدّعين بألسنتهم غير ما تخفي قلوبهم , معلنين عن حِرصهم على تحرير فلسطين ولكنّهم  لا يعملون على ذلك , بل ويهاجمون من يدعون لذلك ويتآمرون عليهم .
إنّ الحملة المسعورة التي يشنّها مطبّعوا أوسلو على الشيخ يوسف القرضاوي بحجة أنّه دعى إلى تحريم زيارة القدس , وانبرت أبواق المطبّعين الجاهليين تهاجمه فخرج علينا أحد وزرائهم المشبوهين يريد مناظرته على فضائيّة الجزيرة , وقام غيره يشكّك في الشيخ وينعته بأقبح الصفات .
لقد قام مطبّعوا أوسلو  بما قام به منافقوا الجاهليه عندما سلخوا  جزءا من حديث الشيخ عن موضعه فهو لم يقم بتحريم زيارة القدس وسكت ... بل قال يجب عدم زيارة القدس تحت علَم الاحتلال ... ويجب العمل فورا على تحريرها... ونصرة أهلها ... وإعداد العدّة لذلك , ولكنّ ملّة النفاق واحدة  , فهؤلاء لم تعجبهم فتوى الشيخ بتحرير القدس وضروة العمل على ذلك لأنّ من شأن تحرير القدس إحداث خسارة شخصيّة لهم , فقضيّة فلسطين والقدس تحديدا هي البقرة الحلوب لهم , وإنّ تحرير فلسطين والقدس والأقصى سيكون نهاية مجدهم المزيّف وسيفتح لهم شعب فلسطين وأهل القدس خاصّة محاكم التفتيش التي ستصادر ثرواتهم الغير مشروعة , ولهذا هبّوا إلى مهاجمة من أصدر فتوى تحرير القدس وحوّروا الفتوى زورا وبهتانا إلى فتوى تحريم زيارة القدس .
يظنّ وزير سلطة أوسلو الهبّاش أنّه بمناظرة الشيخ القرضاوي سيستطيع أن يُفحمه مستندا إلى الآيات الكريمة والأحاديث النبويّة الشريفة الخاصّة بالمسجد الأقصى ويظنّ أنّ الشيخ قد فاتته هذه الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة وأنّه سيفاجيء الشيخ بها على فضائيّة الجزيرة , ويظن أنّ الشيخ قد خاف من قوّة حجّته  وارتعب من سعة علمه وفقهه في الدين , ولكنّ إدراك هذا الوزير إدراك محدود ... فهو سياسيّ فاشل ... , ووزير للأوقاف غير أمين ... , وخطيب منافق أمام حضرة الرئيس , ولسانه لا ينمّ عن وقار , ومسلكيّاته قادته للهرب من غزّة , لهذا لم يشأ الشيخ أن يحطّ من قدر نفسه بلقاء هذا الوزير مدّع العلم , والذي لم يرقَ إدراكه بعدُ إلى فهم أنّ أولى القبلتين وثاني المسجديْن محتل...  , ولا يزول هذا الاحتلال إلّا بالجهاد ضدّه .
هذا المفهوم الذي تمّ إسقاطه من معادلة سلطة أوسلو والمطبّعين جميعا وإنّ الاحتلال لن يزول في يوم من الايام عن طريق التفاوض , ذلك السبيل الأوحد والوحيد لسلطة الوزير الجهبذ الذي يبدو أنّه تألّم حين قرأ كامل فتوى الشيخ القرضاوي واستشعر دنو نهايته وأمثاله بمجرّد العمل بمثل هذه الفتوى , وستكون نهاية لاحتلال القدس وهو أمر ليس بالأمر المستحيل أو حتى بالصعب لو تظافرت جهود المسلمين جميعا تحت راية تحرير القدس والمسجد الأقصى المبارك , وهو بالضبط  ما طالب به الشيخ القرضاوي.
إنّنا أهل القدس المقيمون فيها , المدافعون عن ترابها نثمّن فتوى الشيخ القرضاوي بتحرير القدس ودعم أهلها وندعوا المسلمين في كلّ بقاع الأرض إلى العمل بفتوى الشيخ القرضاوي وتحرير أولى القبلتين وثاني المسجديْن , وندعوا منافقي سلطة أوسلو إلى الصمت وعدم الحديث , لأنّ  طموحاتهم التفاوضيّة  العبثية قد فشلت  ...