بقلم فايز أبو شمالة نعم؛ لم يبق على بعض الفلسطينيين إلا أن يقول: الحاج دايتون" بدلاً من الجنرال دايتون، متناسياً المهمة التي جاء لأجلها؛ وهي التنسيق الأمني. بل قد بلغ العناد ببعض الفلسطينيين الذين تأثروا بحالة الانقسام إلى التحدي العلني، والقول: أنا من أتباع "دايتون". طالما يؤمن لنا راتب آخر الشهر. بل ويصرخ بعض الفلسطينيين:
أنا "دايتوني" اللحم والعظم! متناسياً أنه يبايع جنرالا أمريكيا جاء بمهمة تصفية المقاومة، ولم يأت إلينا من بلاد الحجاز بعد أن أدى فرائض الإسلام، وزار مكة، وطاف بالكعبة، وتمسح بأطرافها، ليصير الانتماء إليه مفخرة. بعد أن صار له تنظيم عسكري في الساحة الفلسطينية، يهدف إلى تحرير فلسطين من النهر إلى البحر!. قد أجد مبرراً لمن قبض الملايين، وصال وجال، وصار له في الساحة الفلسطينية القرار، وصار يتصرف بالرجال كحجارة الشطرنج، قد أجد له مبرراً لتأييده "لدايتون". ولكن ما الذي يقبضه هذا الشباب البسيط، ليتباهى بأنه من أتباع "دايتون"؟ وكيف تسلل الوهن إلى نفسه لتغدو إسرائيل صديقاً؟ ويصير الفلسطيني الآخر عدواً؟ من الذي شوه حقيقة الصراع؟ وهل ثمن القضية الفلسطينية ألف شيكل شهرياً؟ وهل يدرك من يتفاخر بأنه من أتباع "دايتون" أن مهمة "دايتون" توفير الأمن للجنود الإسرائيليين في الضفة الغربية، وحماية المستوطنين؟. فأين المفخرة بأن تكون من أتباع "دايتون"؟ وهل يدرك من يتباهى بأنه "دايتوني" الهوى بأنه ينسق أمنياً مع المخابرات الإسرائيلية؟. أما من ينكر وجود التنسيق الأمني، فيكفيه تهديد السيد عزام الأحمد رئيس كتلة حركة فتح البرلمانية في المجلس التشريعي بوقف التنسيق الأمني كرد فعل على القرار الإسرائيلي القاضي بطرد آلاف الفلسطينيين من الضفة الغربية، ويكفيه ما كشفته وثيقة رسمية إسرائيلية عن قيام الأجهزة الأمنية الإسرائيلية والفلسطينية بتنسيق 1297 عملية أمنية في الضفة الغربية خلال العام المنصرم، وهو ما يزيد بنسبة 72% عن العام الذي سبقه. ورغم إشادة الوثيقة بخطوات مكافحة المقاومة التي تقوم بها أجهزة الأمن الفلسطينية، وهي كبيرة، إلا أنه يتوجب القيام بالمزيد ولاسيما أن إسرائيل قد سمحت بنقل معدات وذخيرة لقوات الأمن الوطني الفلسطيني في الضفة الغربية، وأصدرت270 وثيقة وضع خاص لكبار الضباط في قوات الأمن الوطني الفلسطينية فهل ظل مجال للتفاخر بالتبعية "لدايتون"؟ ألا تعني جملة: أنا من أتباع دايتون. أنك من أتباع من يتبع إسرائيل، وأنك تضحي بفلسطين، وبكل القيم، والمبادئ، والأشياء العزيزة التي تربيت عليها مقابل راتب آخر الشهر؟ ألا يعني أنك من أتباع "دايتون" أنك تدوس على دم الشهداء، وأنك تحشو فم الأسرى بالرمال العفنة، وأنك تشقق عذابات الجرحى، وتبصق في وجه الحق التاريخي للشعب الفلسطيني؟ أيها الفلسطيني، كن عشباً ناشفاً تتأفف منك المواشي، كن حجراً ناتئاً في الطريق يتعثر فيك الناس، ولكن لا تصلي الصبح خلف الجنرال الأمريكي، لئلا يصير اسمه الحاج "دايتون".
إضافة التعليقات متوقفة حاليا - ترجى المعذرة.
Comments will undergo moderation before they get published.