السلام عليك ... يا من أصبحت أمل هذا الشعب في كشف اللثام عن المفسدين والعابثين!!. السلام عليك ... يا من دغدغدت مشاعر الثكالى والأيتام من أبناء الشهداء الذين رووا بدمائهم الطاهرة ثرى فلسطين!!. سيدي الكريم ...

قد أيقظت أملاً كاد أن ينسى بما أعلنت عنه، ولاحت لأبصارنا فرصة معرفة كواليس ملفات الفساد والمفسدين والتي نتمنى على الله ألا نخسرها بعد أن صارت قاب قوسين أو أدنى، ولقد قيل بالأمثال عندنا عن لوعة إضاعة الفرص، ولعل أكثرها بلاغة تلكم العبارة الشهيرة ( إضاعة الفرصة غُصّة )، والفـُرَص نادرة التكرار بالزمن، حتى شبه الوقت بالسيف فقيل، الوقت كالسيف إن لم تقطعه ... قطعك!!. أتعلم بأنك بما وقع تحت يديك من ملفات للفساد فأعلنت عنها كنت قد خطوت خطوة جبارة قل نظيرها - ولو أنها قد تأخرت بعض الشيء -، فأدخلت بذلك البهجة والسرور في قلوب أبناء فلسطين وأيقظت عندهم الأمل من جديد لينتصب ميزان الحق من جديد فتعود قضيتهم إلى سابق ألقها بعد أن تشعبت متاهاتها واتسعت تداخلاتها وتداعياتها، فكنت بذلك قد فتحت نافذة من الأمل لشعبك المرابط كي يعرف حقيقة ما يجري له وأين تسير به قيادته، كما وأنك وبما أعلنت من نتف مختصرة مما أطلعتنا بما في جعبتك من ملفات فساد فإنك إنما تكون قد أدخلت في جوفهم بعض لقيمات من الحقيقة المرة التي انتظروها سنيناً كانت كالعجاف لهم، فبالله عليك ألا تغلق نافذة الأمل التي انتظروها تلك طويلاً، كما وأناشدك برب الكون أن تزيد لهم من لقيمات الحقيقة لتجعلها كاملة الجرعة كي تسد لهم جوعهم ذاك الذي طال أمده والذي انتظروه على أحر من الجمر ليعرفوا موضع أقدامهم وأقدام من يقودهم!!. سيدي الكريم ... قد حلقت بنا شاهقاً بما صرحت به وأعلنته عن ملفات فساد قد اختزنتها واطلعت عليها وبحجم، كما أقمت الدنيا ولم تقعدها بعد، فإذا بك تعود بهم من جديد حيث دخلوا في متاهات التفسير والتأويل، فباتت بذلك مصداقيتك ووطنيتك على المحك، لاسيما بعد تقلب الأجواء والمواقف واختلاف لهجات التصريحات التي صدرت منك والتي تراوحت بين ما أعلنته أول مرة عن إلمامك وإحاطتك علماً بقضايا فساد واستحواذك لملفات إدانة المفسدين والتي قد طالت بعض رجال قيادة السلطة الفلسطينية، وما أعقب ذلك من نشر في وسائل الإعلام عن تراجعك عن عقد المؤتمر، ثم أخيراً قرارك بأن تعقد المؤتمر يوم الاثنين الموافق 22 / 2 / 2010، ولا ندري أين سيحط بنا الدهر بعد!!؟. سيدي الكريم ... مادمت واثقاً من مصداقية ما بحوزتك من أدلة وبراهين تطيح بها رؤوساً عفنة لعبت بمقدرات أبناء شعبك الفلسطيني واستحوذت على قوت يومها فاغتنت وامتلأت كروشها على حساب شعارات براقة كانت ترفعها فوق رؤوسها وفي مكاتبها وما تردده في مقابلاتها الإعلامية، فإنني أستحلفك بالله أن تمضي بالدرب الذي سرت به، وتذكر بأنك بما أعلنت عنه أول مرة، فإنها قد صارت قضية رأي عام فلسطيني، وشعبنا ليس بإمعة ولا نكرة حتى يتم التلاعب به وبمشاعره بالشكل الذي سمعنا به وقرأناه لليومين المنصرمين حيث تقاذفته أمواج الهموم والتفسير، فتارة نراك في شاشات الفضائيات تعلن عن عزمك عقد المؤتمر الصحفي للكشف عما بحوزتك نصرة لهموم شعبك، وأخرى تعلن إرجاءه بذرائع وحجج لا نراها صائبة ولا تخدم هذا الشعب أبداً، وأخيراً شروطك التي فرضتها على قيادة السلطة بأن يتم الاعتذار لك أولاً عما صدر بحقك من اتهامات تخوين وتجريح ....ففي ذاك والله مقتل لمصداقيتك التي استبشر بها شعبك وانتظر ما تبوح به!!. قد ذكرت بديباجة قرار عزوفك عن عقد المؤتمر وكشف اللثام عن ملفات الفساد التي بحوزتك من أنك حريص على إنجاح الحوار والمصالحة، وأقول لك ... عجباً لك، وأين كانت المصالحة إذن يوم خرجت علينا أول مرة لتعلن عما وقعت عليه من أسرار فساد قد ارتكبت بحق هذا الشعب المسكين!!!؟، فإن كانت حجتك منع ازدياد الفرقة والتشرذم ، فإنك والله لواهم ومخطئ تماماً، فما ستعلن عنه إنما سيخرج الشعب الفلسطيني من دائرة الشك والظن أولاً ، كما وأنه سيصبح على بينة من أمره فيدفع باتجاه الضغط لإنجاح المصالحة والتلاحم الذي فيه خلاصه وسعادته، فليس والله أسوأ مما نعيش فيه اليوم!!، كما وأن من حق الشعب الفلسطيني أن يعرف ما يجري خلف الكواليس وألا يبقى مغيباً هكذا!!. سيدي الكريم ... عليك أن تدرك بأنك قد فتحت نافذة الخلاص والتحرر من الفساد، فإياك أن تغلقها ثانية، لاسيما وأنك قد أصبحت في مفترق الطرق، ووصلت إلى مرحلة اللاعودة، وما عليك يا أخي الكريم إلا إكمال المشوار فتكشف ما كان مستتراً لسنوات عجاف مرت بها القضية الفلسطينية وشعبها الصابر الصامد المحتسب كي تريح بعدها ضميرك وتسعد شعبك!!. سيدي الكريم ... الأمر قد خرج من عقاله حينما أعلنت أول مرة عن حالات فساد مستشر في مفاصل السلطة، ولا حق لك بأن ترجئ المؤتمر إذا ما تم الاعتذار لك من بعض متنفذي السلطة الذين أوسعوك تجريحاً وتشهيراً، فالموضوع لا يتعلق بك بقدر تعلقه بأبناء شعبك الفلسطيني الذي تمت سرقته حين وضع ثقته بمن سرقه، كما ولم يعد الأمر محصوراً بحقك من تلبية الاعتذار، فالأمر قد تجاوز حقك الشخصي فصار حقاً فلسطينياً عاماً، أم أنك ترى بأن حقك الشخصي يفوق حق أبناء شعبك بمعرفة الحقائق أو يكافئه ويوازيه قدراً وقيمة!!؟. سيدي الفاضل الكريم ... لعلك لم تدرك بأنك قد صرت حلم المستضعفين والمحرومين والمخيب رجاؤهم من أبناء النكبة في فلسطين حيث دغدغت مشاعرهم وأزحت عن كواهلهم بعض ما كانوا يعانون منه وزرعت الأمل من جديد في أنفسهم، وتذكر بأن ما تمتلكه من أسرار للسرقات والاختلاسات لا تخصك لوحدك ولست الوريث الشرعي الوحيد لها، بل هي إرث وملك حكري لأبناء شعبك، ولا أخفيك سراً ما تردد وكتب في المواقع من مقالات وردود إثر تذبذب مواقفك وتأرجحها بيت إرجاء الؤتمر أو عقده كان في معظمها استبشار بخطوتك تلك، كما تضمنت تساؤلات جوهرية منطقية عن مدى جديتك ومصداقيتك بكشف تلك الملفات ومحاسبة المفسدين، أم أن كل ما جرى كان ( زوبعة في فنجان ) من أجل مصالح شخصية أو تصفية حسابات قديمة الانتقام!!. سيدي المبجل ... تردد بالفضائيات وتقارير إخبارية بأنك كنت قد أمهلت السلطة الفلسطينية حتى الساعة الثانية من ظهر يوم السبت كي يتقدم كل من الطيب عبد الرحيم وتوفيق الطيرواي ونبيل شعت "للاعتذار للإساءات التي صدرت بحقك علنا، وذاك من حقك، لكنني أتساءل أيضاً ... وماذا بعد الاعتذار ( فيما لو تم )!؟، وهل سيتم التغاضي عن مسألة الفساد وما يترتب عنها محاسبة المفسدين والاعتذار لشعب فلسطين عن تلك الجرائم!؟، وهل سيتم إعلاق الملفات لنعود حيث كنا في المربع الأول!؟. أيقظت في النفوس شعلة الأمل ، فبالله عليك لا تطفئ جذوتها فتصبح بعدها على ما فعلت نادماً. وتذكر سيدي الكريم ... بأن مصداقيتك ووطنيتك قد باتتا على المحك، فلا تخذل من نهبت حقوقهم!!. والسلام عليكم. بقلم سماك العبوشي

إضافة التعليقات متوقفة حاليا - ترجى المعذرة.

Comments will undergo moderation before they get published.

إغتيال عرفات

كلّ يوم يمرّ دون إجراء فحص لرفات الرئيس الراحل أبو عمّار تتضاءل الفرصة في الوصول لحقيقة اغتياله وإنّ مرور الوقت يجعل من الوصول لها مستحيلا, فمن يعمل على التأخير ومن صاحب المصلحة بإخفاء الحقيقة خاصّة وأنّ الخبراء يقولون أنّه تبقّى أسابيع منذ شهر تموز لعام 2012 ؟


العد التنازلي توقّف
بتاريخ 1-12-2012

هل تعتقد أنّ الطيراوي حصل على ال VIP من اسرائيل مقابل اغلاق ملف التحقيق باغتيال أبو عمّار

نعم - 83.5%
لا - 16.5%
التصويت لهذا الاستفتاء منتهي

هل ينطبق المثل القائل "يقتل القتيل ويمشي في جنازته" على أبو مازن؟

نعم - 87.5%
لا - 12.5%
التصويت لهذا الاستفتاء منتهي

الأكثر قراءة